Urgent Humanitarian Aid is a Priority – Taimor Al-Azani

إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الحكومات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الفاعلين الدوليين والمحليين لمناطق الصراعات أو الكوارث تمثلُ انتصاراً لقيم التسامح البشري، وإعلاءً لقيمة الإيثار والتكافل، وإعانة الشعوب المنكوبة لتتجاوز محنها إما بدافعٍ إنساني أو ديني أو براجماتي.

 وحين تعصف الحروب والأزمات الإنسانية ببلد أو مجتمع ما فهي تدمر واقعه قبل أن تصل إلى مستقبله، فهل يجب على العالم انتظار انتهاء الحرب والأزمات والكوارث وإعداد الخطط والتفكير بحلول مستقبلية، بدلاً من المعالجة الطارئة لآثار هذه الكوارث الآنية وتقديم يد العون للمجتمعات والبلدان المتضررة بصورة عاجلة؟

تذكر الإحصاءات الواردة في تقرير الأمم المتحدة عن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2019 ما يلي:

-“تُعد الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ على مستوى العالم “

-“عشرة ملايين شخص على بُعد خطوة واحدة فقط من المجاعة والموت جوعاً”

-“يحتاج 80 في المائة من مجموع السكان شكلاً من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية”

-“ويحتاج 20 مليون شخص يمني إلى المساعدة لتأمين غذائهم، و14 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية”

وبناءً على ما ورد في هذا التقرير وغيره من التقارير الإنسانية التي تتحدث عن الوضع الكارثي في اليمن، وإذا لم تقدم مساعدات طارئة فإن المجتمع اليمني كله في دائرة الخطر.

      وعلى سبيل المثال جميعنا يدرك أن تجهيز مستشفيات ميدانية طارئة  يُعدُ أولوية بالنسبة لبلدٍ يرزح تحت مطرقة الحرب وسندان المجاعة وانتشار الأوبئة التي تفتك بالعشرات والمئات والآلاف.

هذه المساعدات الطارئة ستساهم في إنقاذ حياة الكثيرين بشكل عاجل وفوري، بدل أن ننتظر إلى أن تضع الحرب أوزارها، ثم نبدأ بوضع الخطط الاستراتيجية والهندسية لإنشاء مستشفيات متكاملة يستغرق إعداد التصور العام لها أشهراً بل سنوات فضلاً عن البدء في إنشائها- خصوصاً مع افتقاد البلد للأمن العام الذي فرضه واقع الحرب- وهذا بدوره سيستغرق سنواتٍ أيضاً ليتم تجهيزه ورفده بالكادر والمعدات الطبية وتهيئته لاستقبال المرضى، وإلى أن يتم الانتهاء من بناء المستشفى وتجهيزه بشكل كامل سيكون أكثر من نصف المجتمع قد لقوا حتفهم إذا لم يكن المجتمع كله.

إن المساعدات الإنسانية العاجلة أولوية دائماً في بلدان متضررة، ولا يعني هذا التقليل من جدوى المساعدات التنموية، لكنها تأتي لاحقاً بعد أن يتعافى المجتمع ويتوقف نزيفه.

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *