The Positive Discrimination for Women- Wedad Al Badawi

في الدول التى يصعب على أي شخص مؤهل أن يجد فيها مكانه المناسب وفقاً لتخصصه وكفاءته فإنه لابد من تمييز إيجابي.

 في بلد تُمنح الحقوق فيها بالوساطة أو صلة القرابة أو العلاقات الشخصية والأسرية فإنه لابد من تمييز إيجابي لصالح النساء.

نعم تصبح الحاجة ملحة للتمييز الإيجابي في بلد تُتخذ قرارته الإدارية والمصيرية في مجلس القات الذكوري، الذي تغيب عنه المرأة بسبب العادات والتقاليد، وبالتالي تصبح مستبعدة عن كل هذه القرارات، ومهمشة في كل المهام، وغائبة عن كل الفرص، وتجد نفسها كالغريب، بل وآخر من يعلم بما يدور في المؤسسة التى تعمل فيها، وإن طالبت بحقوقها اتُّهمت في عرضها وشوّهت سمعتها.

هذا على مستوى المؤسسات العادية، أما السلطات الثلاث العليا فإن مجرد تفكير المرأة بها شيء مرفوض وغير مقبول في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد التى تعنّف المرأة وتنظر إليها بدونية، وتمارس ضدها الإضطهاد والإذلال، وتقصيها باستبعادها كلياً عن مراكز صنع القرار في السلطات الثلاث الرئيسية.

وعلى أي حال فإن هذا التمييز الذي يعتمد مبدأ الأفضلية لا يأتي بنساء لمجرد أنهن نساء بل يعطي مساحة لهن، وعندها تتنافس النساء حسب المؤهلات المطلوبة، هذه المؤهلات والخبرات والقدرات الخارقة التى لا تُطلب إلا من المرأة، بينما أغلب الذكور يشغلون وظائف عليا بمؤهلات الحسب والنسب، وعدد كبير من أعضاء البرلمان أولاد قبائل بمؤهلات تسمى “ثقافة عامة”، ويتخذون من العضوية في البرلمان حالة للتباهي و تقوية حضورهم الاجتماعي، ولا يفقهون ماذا تعني “سلطة تشريعية”.

إن نظام الحصص أو ما عرف مؤخراً بالكوتا، يأتي كحلٍّ آني وليس دائم، ويُتخذ في المجتمعات التى ترفض حضور النساء إلى أن تثبت حضوراً نوعياً، وتعطي صورة إيجابية يتقبلها المجتمع ويرضى عنها وتحقق هدفها النبيل في إصلاح الاعوجاج السائد والقائم على النوع الإجتماعي، لأن الكوتا جاءت كإجراء أو آلية لإنعاش ملائم في إنصاف النساء والأقليات، حيث وقّعت عدد من الدول على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والنساء، ووفقاً لذلك فإنها تعطي أموالاً من أجل النهوض بالمرأة واتخاذ التدابير اللازمة لإشراكها في كل مناحي الحياة تنفيذاً للالتزامات الواجبة عليها.

فما الذي يضر الرجل إذا حصلت المرأة على نسبة بسيطة من المراكز، وهو يحظى بالنصيب الأكبر المتبقي، ومع ذلك لا يرضى وتظل عينه على ما تريد المرأة، ليس أنانية فحسب بل خوفا من منافستها.

ورغم إختلافنا أو إتفاقنا مع مجريات الحوار الوطني إلا أن تجربة الكوتا بنسبة ٣٠٪ في الحوار الوطني نتج عنه حضور ناجح ومشرف أشاد به الجميع، فالنساء هن من وقفن ضد جشع الساسة، ووجهن الحوار نحو الدّولة حين كان البعض لا يريد ذلك.

فالمرأة اليمنية تستحق أن تجد لنفسها مكاناً يليق بها، والتاريخ يذكر حكمة بلقيس وحنكة أروى في إدارة مقاليد الحكم، وفي العصر الحديث تقول الدراسات بأن المرأة أكثر إنجازاً في المناصب التى تتولاها في عملها وأقل فساداً، وإذا راجعنا نتائج الثانوية العامة وأوائل الجامعات فسنلاحظ أنها أصبحت ذات طابع أنثوي لكثرة العناصر النسائية فيها، ويكفي أن المرأة لم تتخذ قرارات الحروب والاقتتال، فهي دائماً ما تجنح للسلم وتكون سبباً للسلام، ليس جبناً منها بل حكمةً وحرصاً على الجميع.


0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *