The Migration of Yemeni Youth .. The Remaining Way to Life

رياح التغيير هبت بالتدمير، شتّتت الشعوب وجعلت اليمنيين يهانون في مختلف بقاع الأرض، حكام لا يهتمون سوى بالكرسي والفِراش، وأعداد القتلى والموتى تفوق أعداد الفَراش.
بعد أن أصبحت اليمن واحدة من البلدان المشتعلة من أقصاها الى أقصاها، أصبح الإنسان يموت دون سبب، فقط لأن متسلطين آخرين أرادوا له ذلك، وبين المجاعات والقصف والموت والدمار وانعدام الأمن والحياة الكريمة تتعالى أصوات بذريعة “لا لهجرة الشباب إلى الخارج”.
لم تقدم اليمن منذ عقود عدة لليمنيين أي امتيازات، فالهجرة ليست وليدة اللحظة، فقد أصبحوا يبحثون عنها في بلدان أخرى، تقدر قيمة الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والمبتكر والعامل، ومن الطبيعي أن يبحث كل هؤلاء عن بيئة مميزة تصنع منهم أرقاماً حقيقية مستقبلاً.
أصبح اليمني يهان في كل مكان، أُقفلت عليه الحدود بأنواعها تحت مسمى الإرهاب، ورغم كل ما يواجه من صعاب ما زال يبحث عن الحياة والحق في العيش، لذلك يلجأ إلى الهجرة لأن الظروف المحيطة به لم تترك له خياراً آخر، الهجرة من أجل الهروب من واقع الحروب، من أجل مستوى معيشي أفضل، تعليم أفضل وحياة أفضل.
لماذا نقف أمام خيارات الهجرة وقد أصبح الواقع المعاش غير قابل للعيش، رغم أن الميثاق العالمي للهجرة وجد بالتحديد لتنظيم الهجرة بشكل آمن ومنظم، لماذا لا نسعى وراء معالجة أسباب الهجرة من المصدر ذاته والنظر إلى المهاجرين على أنهم مصدر ازدهار للبلدان التي لجأوا إليها؟! فكم من عالِم لم يجد فرصته إلا عندما خرج من اليمن، وكم من مخترع أصبح يشار إليه بالبنان عندما وجد الفرصة، وكم من فنان أصبح ينافس على المستويات العالمية لمجرد أنه حظي ببيئة مناسبة تساعده على ذلك.
ولكن لم تكن صعوبات الهجرة أو التفكير بالهجرة هي المشكلة الوحيدة التي واجهت الشباب اليمني فقد تفاقمت المشكلة أكثر وأكثر بعد أن أغلقت دول العالم أبوابها براً وبحراً بعد احتدام الصراع عام 2015، فلا توجد أي دولة فتحت باب اللجوء لليمنيين، فدول أوروبا شددت حصول اليمنيين على الفيزا بشكل شرعي بنسبة 80% أما أمريكا التي كان يقصدها كثير من سكان محافظة إب -الحاملين للجنسية الأمريكية- أصبح دخولهم إليها صعباً جداً بعد قرار ترامب.
وبالنسبة للدول العربية فجميعهم تكالبوا على اليمنيين حتى دول الجوار الخليجية وتحديداً السعودية، ولم يبقَ للناس خيار آخر سوى الدخول إليها بالقوة، فعندما يصرخ الإنسان جوعاً وألماً يعبر الصحراء مشياً على الأقدام ويعبر البحار بسواعد الشجعان دون الاهتمام بما إذا كان سيصل أم سيفقد أنفاسه الأخيرة قبل أمل الوصول، وتتعالى أصوات أخرى لهذا الحدث مطالبين بتشديد الرقابة على السواحل الحدودية ومنع الهجرة إلا بطريقة شرعية.
ما هو الشرعي في هذه البلاد لتكون الهجرة شرعية؟!
هل قصف الناس في منازلهم وهم نيام أمر شرعي؟!
هل موت الأطفال بسبب الجوع أمر شرعي؟!
هل بيع الأم كليتها لتطعم أولادها أمرٌ شرعي؟!
لماذا إذاً نتشدق بالشرعية التي لم نر منها إلا الجحيم؟!
لا تطالبوا بهجرة شرعية إلا عندما يصبح الواقع الذي نعيشه شرعياً، انطلق بالمتاح فإن لم تصل يكفيك شرف المحاولة، وبدلاً من انتظار الموت اصنع المحاولة بنفسك، فأمل العيش ما زال ينتظر المكافح، هذا العالم لا يبقى فيه إلا من يصارع ويحارب وينتزع حقه بالقوة. لا لتضييق الخناق في هذه الأوضاع البائسة، لا لتشديد الحرس الحدودي على السواحل، سنعبر البحار والصحراء بأي طريقة، وسنصل، وإن لم نصل ستصل أرواحنا إلى السماء فخورة بعدم استسلامنا لهيمنة الدولة.

رياح التغيير هبت بالتدمير، شتّتت الشعوب وجعلت اليمنيين يهانون في مختلف بقاع الأرض، حكام لا يهتمون سوى بالكرسي والفِراش، وأعداد القتلى والموتى تفوق أعداد الفَراش.
بعد أن أصبحت اليمن واحدة من البلدان المشتعلة من أقصاها الى أقصاها، أصبح الإنسان يموت دون سبب، فقط لأن متسلطين آخرين أرادوا له ذلك، وبين المجاعات والقصف والموت والدمار وانعدام الأمن والحياة الكريمة تتعالى أصوات بذريعة “لا لهجرة الشباب إلى الخارج”.
لم تقدم اليمن منذ عقود عدة لليمنيين أي امتيازات، فالهجرة ليست وليدة اللحظة، فقد أصبحوا يبحثون عنها في بلدان أخرى، تقدر قيمة الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والمبتكر والعامل، ومن الطبيعي أن يبحث كل هؤلاء عن بيئة مميزة تصنع منهم أرقاماً حقيقية مستقبلاً.
أصبح اليمني يهان في كل مكان، أُقفلت عليه الحدود بأنواعها تحت مسمى الإرهاب، ورغم كل ما يواجه من صعاب ما زال يبحث عن الحياة والحق في العيش، لذلك يلجأ إلى الهجرة لأن الظروف المحيطة به لم تترك له خياراً آخر، الهجرة من أجل الهروب من واقع الحروب، من أجل مستوى معيشي أفضل، تعليم أفضل وحياة أفضل.
لماذا نقف أمام خيارات الهجرة وقد أصبح الواقع المعاش غير قابل للعيش، رغم أن الميثاق العالمي للهجرة وجد بالتحديد لتنظيم الهجرة بشكل آمن ومنظم، لماذا لا نسعى وراء معالجة أسباب الهجرة من المصدر ذاته والنظر إلى المهاجرين على أنهم مصدر ازدهار للبلدان التي لجأوا إليها؟! فكم من عالِم لم يجد فرصته إلا عندما خرج من اليمن، وكم من مخترع أصبح يشار إليه بالبنان عندما وجد الفرصة، وكم من فنان أصبح ينافس على المستويات العالمية لمجرد أنه حظي ببيئة مناسبة تساعده على ذلك.
ولكن لم تكن صعوبات الهجرة أو التفكير بالهجرة هي المشكلة الوحيدة التي واجهت الشباب اليمني فقد تفاقمت المشكلة أكثر وأكثر بعد أن أغلقت دول العالم أبوابها براً وبحراً بعد احتدام الصراع عام 2015، فلا توجد أي دولة فتحت باب اللجوء لليمنيين، فدول أوروبا شددت حصول اليمنيين على الفيزا بشكل شرعي بنسبة 80% أما أمريكا التي كان يقصدها كثير من سكان محافظة إب -الحاملين للجنسية الأمريكية- أصبح دخولهم إليها صعباً جداً بعد قرار ترامب.
وبالنسبة للدول العربية فجميعهم تكالبوا على اليمنيين حتى دول الجوار الخليجية وتحديداً السعودية، ولم يبقَ للناس خيار آخر سوى الدخول إليها بالقوة، فعندما يصرخ الإنسان جوعاً وألماً يعبر الصحراء مشياً على الأقدام ويعبر البحار بسواعد الشجعان دون الاهتمام بما إذا كان سيصل أم سيفقد أنفاسه الأخيرة قبل أمل الوصول، وتتعالى أصوات أخرى لهذا الحدث مطالبين بتشديد الرقابة على السواحل الحدودية ومنع الهجرة إلا بطريقة شرعية.
ما هو الشرعي في هذه البلاد لتكون الهجرة شرعية؟!
هل قصف الناس في منازلهم وهم نيام أمر شرعي؟!
هل موت الأطفال بسبب الجوع أمر شرعي؟!
هل بيع الأم كليتها لتطعم أولادها أمرٌ شرعي؟!
لماذا إذاً نتشدق بالشرعية التي لم نر منها إلا الجحيم؟!
لا تطالبوا بهجرة شرعية إلا عندما يصبح الواقع الذي نعيشه شرعياً، انطلق بالمتاح فإن لم تصل يكفيك شرف المحاولة، وبدلاً من انتظار الموت اصنع المحاولة بنفسك، فأمل العيش ما زال ينتظر المكافح، هذا العالم لا يبقى فيه إلا من يصارع ويحارب وينتزع حقه بالقوة. لا لتضييق الخناق في هذه الأوضاع البائسة، لا لتشديد الحرس الحدودي على السواحل، سنعبر البحار والصحراء بأي طريقة، وسنصل، وإن لم نصل ستصل أرواحنا إلى السماء فخورة بعدم استسلامنا لهيمنة الدولة.

0 replies

Leave a Reply

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *