A struggle in time – Abdo Salem
(إن الإنسان الفرد، يتغيّر دوماً، وحركاتهُ حركة ديناميكيّة متغيرة لا تعرف السُّكون) إن كل المعايير الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية في تصاعد وتباعد في وجهات نظرها، وكلما تقدم الكون نحو فضاءات نامية تتواكب مع المتغيرات وتتوافق مع العقل الحديث أصبح شكل الفرد أرقى حضاريا ً وأكثر اقبالا على العوالم المتقدمة. (إن الإنسان الفرد، يتغيّر دوماً، وحركاتهُ حركة ديناميكيّة متغيرة لا تعرف السُّكون) إن كل المعايير الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية في تصاعد وتباعد في وجهات نظرها، وكلما تقدم الكون نحو فضاءات نامية تتواكب مع المتغيرات وتتوافق مع العقل الحديث أصبح شكل الفرد أرقى حضاريا ً وأكثر اقبالا على العوالم المتقدمة.
افتقدت الأجيال القديمة التحوّل الحقيقي للإنسان من بدائيتهِ إلى العالم الحديث، و عانت من عدم القبول بالتحديثات التي طرأت على حياتنا بطريقةٍ سريعة، وعدم المقدرة على التعامل مع الأزمات الجديدة بمرونةٍ ولين. فقد دخل العالم تحت مظلة التكنولوجيا لينتهي عصر الوعي الفردي، ويتحول الوعي إلى جمعي بحيث أصبح التعدد الثقافي يقبع في سفح الإيدلوجيات الفكرية الحديثة . كما أن الجيل القديم كان يسير خلف مقود ديني اجتماعي شديد التطرف، يقود إلى العالم البدائي ولايقبل بالإيدلوجيات الحديثة، ليصطدم بترسانات أعلى اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا منه أفقدته الرؤية والاحتواء للمفاهيم والمتغيرات التي كانت تطرأ على المجتمع مما أدى إلى إغلاق آفاق حضارية كانت لتقرّبنا من العالم . ومع قدوم الجيل الحديث تلاشت صور الأساطير والترسانات المقعرة منذ آلاف السنين في عقول حقبة الستينات والسبعينات، وبدأ التنوير يدخل دائرة المجتمع اليمني، وبدأ الشباب يشكل حيّزاً ثقافياً اجتماعياً أخلاقياً حقيقياً يقارع الثقافات المتنوعة بانفتاحها، وتحرّرت العقول من النمطية المفرطة التي عاشها الجيل السابق.وإذا حاولنا المقارنة بين الجيل القديم والجيل الحديث سنجد ماهو متغير تغيرا ً كاملا ً سواء من الجانب السلوكي أو الاجتماعي أو الأخلاقي.
إذ توفرت لهذا الجيل حرية التعبير وإبداء رأيه بكل حريةٍ بعيدا ًعن المجتمع المحافظ المغلق الذي كان يمتلئ بالجهل والعادات المعقدة، والتي كانت فيه الآراء المخالفة كفراً. هذا الجيل أخرج لنا إنساناً حرا ً يستطيع الاختيار كما خلقه الله دون قيود ودون تكبيل لآرائه، يحترم المرأة ويؤمن بالفنون بجميع أنواعها متفتحا ً ومقبلا ً على الحياة مؤمنا بأفكارهِ بعيدا ً عن سخط الأهل والمجتمع . وهناك سؤال يطرح نفسه: هل كان الجيل السابق أفضل منا معرفيا وأخلاقيا في نفس المرحلة العمرية التي نحن فيها؟ بالطبع لا، فهذا الانفتاح العالمي العظيم رسّخ مفاهيم وأبعاداً جديدة في عقول الجيل الجديد وجعله أكثر اختلافا وتميزا ً بفكرهِ ورؤاهُ.
ومع التغيرات التي طرأت على الأجيال صار هذا من الماضي، تنوّرت العقول وتخلّصت من إرهاصات الضلالة التي كانت مسيطرة لفترة طويلة على عقول الكثير من القدامى، وصار الشاب اليمني متفتحاً، قريباً من العالم المتطور راكباً موجة السلام والتعايش مع الجميع ويؤمن بأفكارهِ أكثر من ذي قبل. كما يمكن القياس بين فترتين ووضع تساؤل كبير: هل الجيل الذي عاش الانغلاق والجهل ومحدوية المعلومة أفضل من الجيل الذي بدأ رحلة الثقافة والمعرفة والانفتاح وانتشار المعلومة بطريقة سريعة؟ هل الجيل الذي كان يعيش محدوية المعرفة وعدم توفر الكتب والقيود التي كانت تحيط بالمجتمع والمكتبات، أفضل من جيل عاش زمن الكتب الإلكترونية والورقية التي أصبحت دون رقابة كالسابق؟
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!