Certificate is not a standard for efficiency – Yusra Abdullah
الشهادة وسيلة وليست غاية، فكم من خريجي جامعات غربية لايملكون معلومة، بينما نجد خريجي جامعات محلية متفوقين ويرتقون إلى أعلى المراتب. الشهادة لاتصنع عقول البشر، الجدية والأهداف الواضحة هي من تجعل للبشر عقلاً ناضجا. فالشهادة مجرد ورقة كرتونية، بينما المعلومة قصة حياة ونجاح، فهي تنمو خطوة خطوة مع الاطلاع والتعلم والتعليم المستمر، والشهادة تنتهي مع أول تجربة يفشل فيها صاحبها، أما العقول فهي تزيد إصراراً مع كل تجربة .
الذين يدافعون عن قضية أن الشهادة الجامعية معيار الكفاءة.. الشهادات الجامعية والمدرسية لن يكون لها أي مدلول تجاه إصرار الفرد على تعليم نفسه بنفسه وتحقيق أحلامه وتطلعاته تجاه نفسه.على مدار التاريخ نجد أن هناك عدد هائل من العلماء والمبدعين الذين أجبرتهم الظروف على ترك المدرسة وعدم إتمام الدراسة والحصول على الشهادة المدرسية والجامعية، وبالرغم من ذلك تحدوا الظروف. إليكم جميعاً يا من درستم و تخرجتم من المدارس والكليات: ماذا حققتم على أرض الواقع؟ لا تجيبوا علي بل أجيبوا على أنفسكم وقارنوها ببعض ما سأحكي لكم وحينها ستنزاح عن أعينكم غمامة جهل مروركم بها.
لم يقل جيتس يوماً أنا لست مؤهلا ولا أملك شهادة لتحقق الكفاءة عندي، بل رمى كل الأعذار خلف ظهره ومضى في طريقه بكل ثبات وجدية متحديا ً كل الصعاب. وإذا تحدثنا عن الثراء اللغوي والحس الأدبي فالجميع سيقولون إن الكتاب هم أولئك الحاصلون على شهائد عليا لكن الواقع يثبت عكس ذلك. هل سمعتم عن أجاثا كريستي .. بطلة أدب الجريمة في العالم؟ هي من أكثر الكتاب قراءة على مستوى العالم بعد وليم شكسبير، تم بيع ما يقارب ملياري نسخة من كتبها. لم تلتقِ أجاثا بأي مدرسة حيث تلقت التعليم في المنزل على يد والدتها التي كان لها الفضل الأول في تعليمها الكتابة والتأليف وهي في سن صغير، حيث كانت البداية بعيدا عن أبواب المدارس والجامعات. بل هناك ماهو أكثر إثباتا وأقوى حجة وليم شكسبير حينما حلت كارثة مالية على أهله ترك المدرسة وعاش فترة من الزمن في مدينة ستواتفورد، ثم بعد بضعة سنوات رحل إلى لندن وهناك ظهر نبوغه الشعري فأسس مسرح جلوب. وعندما أصبح لديه المال عاد إلى قريته ليموت ويدفن فيها. الشاهد على هذه القصة أنه رغم مرور خمسة قرون إلا أن أعماله تدرس في كليات الآداب في العالم أجمع.
إذا الشهادة ياسادة ليست غاية فهي لا تصنع عقلاً وفكرا ًنيراً، بل الشرب من بطون الكتب ومفهوم الواقع ومعرفة الحلول لكل مشكلة هو معيار الكفاءة، وبدون ذلك هو بحث عن شيء ما في السراب. الشهادة مهما كانت بروازا ًجميلا ً على الحائط، إلا أنها جامدة ميتة لاحراك فيها، والكفاءة هي تلك اللوحة الجميلة المطرزة بياقوت العلم، والممردة بصفائه وعمقه، ولكم الخيار في ذلك إما أن تعيشوا خلف قضبان الوهم، وإما ان تركبوا صهوة المعرفة الحقيقية التي لاتؤمن بزيف وأباطيل.
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!