It is my right to work -Batoul Al – Hijja
حقي بأن أعمل
ـــــــــــــــــــــــــــ
في بلاد سادها الفساد، في وضع متدهور، وارتفاع الأسعار، وانقطاع المرتبات الشهرية، والكثير الكثير من الضغوطات الأخرى، آباء وأمهات غرقوا في محيطات وبحار القلق والهم، تستطيع قراءة ما بداخلهم من أعينهم. بيوت حل فيها الدمار والجوع، جعلت من فيها في حالة يأس واكتئاب مثل يوم لم تشرق شمسه صباحاً.
* * * *
تمتمت الفتاة التي لم تتعدَّ سن الثامنةعشر من العمر والتى بَنت لها أحلاماً بسيطة وأهدافاً وغايات ليست بمستحلية، وبرغم هذه الأحلام والأهداف البسيطة إلا أنها تراها تختفي واحدة تلو الأخرى.
لا شيء في حياتها سوى أحلام تتلاشى وأهداف تتحطم، ومواهب بسبب الضغوط عليها تكاد أن تُنسى، ولذلك أصبح كل مايدور بعقلها هو: “يجب أن أبحث عن عمل يمكن به أن أساعد فيه والدي وأكفي به نفسي”.
قررت أن تخبر الجميع بما عزمت عليه، قالت:
– أريد أن أخبركم بشيء، لقد قررت أن أبحث عن عمل.
– ولماذا؟!
– لأنني أريد أن أخفف عنكم بعض الأعباء وأتحمل تكاليف دراستي ومستلزماتي، وأنا حقاً لست قادرة على مشاهدة ما حلمت به يختفي وأنا قادرة على تحقيقه.
– ولكنك ما زلت صغيرة على العمل
أصرت الفتاة قائلة:
– لم أعد صغيرة إنني في السابعة عشرة، وهناك من هن في عمري يتحملن مسؤوليات أكبر من العمل، فأنا أملك الكثير من الوقت الفائض ويجب أن أستغله في شيء نافع.
أجاب والدها:
– وماذا ستعملين؟
– في مكتب يطلب شخصاً يملك مهارة في الطباعة وأنا أستطيع فعل ذلك
– حسناً سنفكر في الأمر
في الليل تحدث الوالدان:
– ما رأيك في ما قالته ابنتك؟
– يقولون إن مرتبات من يعملون في ذلك المكتب لا بأس بها، ويمكن أن تساعدنا في هذا الوضع وارتفاع الأسعار، وستصبح قادرة على كفاية نفسها، بالإضافة إلى أن لا حل لنا إلا هذا الحل.
– لكنها ما تزال صغيرة ولم تتعد الثامنة عشرة من عمرها ولم تكمل تعليمها بعد.
– لا تقلق بشأنها فهي قوية، كما أنها ذكية، ولديّ كامل الثقة بأنها ستنجح، وأنت تعلم أنها إذا أرادت شيئاً ستسعى إليه مهما كلفها الأمر.
* * * * *
يخرج الكثير من الأطفال إلى العمل لرفع المستوى المادي لأسرهم وتوفير مصاريفهم الشخصية، وتسديد مصاريف دراستهم، ولكن مايدور بعقلي تجاه هؤلاء الأطفال هو: هل سيستطيعون التأقلم مع العمل أم لا؟ وهل سيواجهون ما سيواجهونه من صعاب وحدهم؟ وهل سيجدون من يرشدهم ويقف بجانبهم؟ وهل سنضمن أن يكونوا في أمان؟ وهل سيصلون إلى ما يسعون إليه ؟
هكذا علمتنا هذه الظروف والصعاب بأن نتحمل مسؤولية أنفسنا، وَجعلتنا قادرين على الوقوف بعد ضعف وتحمل.
ورغم ما حل بحياتنا من صعاب فنحن نمتلك العزيمة الكافية لإزالة هذه الصعاب وإن كانت متحجرة، فسوف يأتي اليوم الذي ستُهدم فيه صخورها، وسنرى النور من خلالها.
ويجب أن نكون متيقنين بأن ليس هناك عمر محدد يجب أن نتقيد به، مادُمنا قد اقتنعنا بأننا سنواجه كل ما يقف أمامنا، وشعرنا بأننا قادرون على تحمل مسؤولية أنفسنا، وسنواصل سيرنا في تحقيق كل أحلامنا وأهدافنا، فلنا الحق بأن نعمل، وسنناضل رغم قسوة هذه الحياة.
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!